كمبوتة
مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 11984 نقاط التميز : 10 نقاط : 83884 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: خليفة يكرم عاشور ويسلمه درع وسام المحاماة في اجتماع المكتب الدائم للمحامين العرب بالمغرب الخميس يناير 13, 2011 2:07 pm | |
| قام حمدي خليفة نقيب محامي مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب بتسليم درع وسام المحاماة لسامح عاشور نقيب محامي مصر السابق ورشح خليفة عاشور لعضوية المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب خلفًا للراحل رءوف محجوب. جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب المنعقد حاليًا في مدينة فاس بالمملكة المغربية.. وأكد خليفة للنقباء والمحامين العرب أنه لا توجد خلافات بينه وبين عاشور وأن ما حدث اليوم يعد ترجمة حقيقية بأن المصريين يد واحدة، وأن العلاقة طيبة بينه وبين عاشور وأن الجميع يعمل من أجل وحدة صف المحامين ورفع راية العمل النقابي عالياً فوق أي اعتبار. وقد أكد حمدي خليفة أن الوحدة العربية طريق الأمة لتحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم التي تستهدف الأمة العربية ووقف تدخلات الدول الكبرى في الشأن العربي . وقال خليفة –خلال رئاسته لأعمال مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب المنعقد حاليًا في مدينة فاس بالمملكة المغربية العربية تحت شعار "الوحدة العربية طريق الأمة لتحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم"- لقد نجحت مساعي أمريكا وبريطانيا في صنع حواجز حدودية بين سوريا ولبنان اللتين من الصعب التفريق بينهما ولا يمكن وضع حدود محددة للطبيعة الإلهية الخلابة التي صنعها الله في بلاد الشام .. وبدسائس غربية أو غرت صدر البلدين ولكن أبت عروبة جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين أن تستمر الخلافات على نحوها .. فقام بمبادرته الكبرى وأصلح بين البلدين ؛ حكومة وشعبًا وعاد الوئام السوري اللبناني . وأشار خليفة في كلمته إلى أنه قبل عام 1970 استطاع العدو الصهيوني أن يقيم الفتنة الكبرى بين اللاجئين الفلسطينيين وأهل الأردن في معركة امتلأت فيها شوارع المملكة الهاشمية بالشهداء من الطرفين وتم وأد الفتنة ،وقامت حرب أكتوبر 73 التي وقف فيها العرب جميعًا إلى جوار مصر وأغلقوا المضايق والمحيطات في وجه السفن العابرة إلى البلاد الغربية وتم تضييق الخناق على العدو الصهيوني فعادت سيناء الحبيبة إلى أحضان العرب وننتظر أن تعود الجولان وننتظر قيام الدولة الفلسطينية بكامل سيادتها علي أرض غزة والضفة الغربية بالعاصمة القدس التي هي مهد الأديان السماوية اليهودية والمسيحية كما أن قريش هي مهبط ديانة الإسلام في مكة المكرمة . وشدد خليفة على أن الوحدة العربية هي المرمى والهدف لتحرير الأرض المحتلة من العدو الصهيوني الغاشم . وقبل بداية الكلمة طالب بالوقوف دقيقة حداد علي روح المرحوم رءوف محجوب عضو المكتب الدائم للاتحاد المحامين العرب .
وفيما يلي نص كلمة نقيب محامي مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب أمام مؤتمر المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب المنعقد في مدينة فاس بالمملكة المغربية العربية في 13يناير كانون ثان 2011 الموافق 9 من صفر 1432هـ تحت شعار "الوحدة العربية طريق الأمة لتحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم" :-
الإخوة والأخوات المحامون العرب الأجلاء السلام عليكم من أرض العروبة والإسلام المملكة المغربية العربية الشقيقة ذات الحضارة والتاريخ أما بعد ...
فلم يحظ التاريخ بحصر عصر العرب منذ بدايته سوى بقرن ونصف القرن قبل الإسلام .. رغم زخم الفترة باللغة والفصاحة والبيان .. وقد علق العرب أشعارهم على أستار الكعبة المشرفة قي قدرة فائقة علي استمالة وتطويع اللغة لصالح المجتمع .. فقال زهير بن أبي سلمى وغرد " عنترة بن شداد" وأنشد عمرو بن هند .. والوطن العربي الذي كان محصورًا في شبه الجزيرة العربية كمجتمع منغلق على رحلات التجارة في الصيف والشتاء ما بين الشمال والجنوب ووجود أول عملية تبادل تجاري تحدث عنها القرآن الكريم في سورة قريش حيث قال رب العزة عز وجل " لإيلاف قريش لافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " . وكان عبد الله بن عبد المطلب يرتحل معهم فوجد كاهنة تتبادل معه أطراف الحديث وتبتاع منه وتشتري في حديث تطرق إلى ما هو أبعد من عملية البيع والشراء إلى طلب الزواج .. ولكن عبد الله كان يتعلل بأسباب لا يعلم من أين أتته ولم يدرِ أن عناية الله ترصد له الزواج من أمنة بنت وهب ، وعندما أتت الرحلة التالية ؛ عبست الكاهنة في وجهه ولم تشأ البيع والشراء معه .. فضاق من أمر ذلك وبذل جهودًا مضنية في عملية إزالة الاستفهام .. فقالت له أنت بالطبع قد تزوجت، فرد في غرابه : نعم .. وكررت وزوجك حملت ؟ فزادت غرابته ولعًا ولم يستطع إلا أن يقول : نعم .. ولكن ذلك لم يمنعه من أن يسألها من أين لكِ هذا ؟ فقالت : الكاهنة : لقد كان في وجهك نور وهذا النور هو بشارة مولد آخر الأنبياء وخاتم المرسلين وبحمل زوجك يكون قد ذهب النور الذي بوجهك .. ولم يكمل عبد الله عامه بعد ذلك ورحل ولم يرَ ولده سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خاتم المرسلين والأنبياء أجمعين .. وهذه الرسالة الخاتمة باللسان العربي المبين كان لها وعليها التوسع في طول الكرة الأرضية وعرضها ففتح الله ببلاد الرافدين وفارس وبلاد الشام ومصر وبرقه وطرابلس وبلاد المغرب ،وعبر طارق بن زياد المضيق الذي عرف باسمه بعد ذلك قائلاً : العدو أمامكم والبحر خلفكم وأحرق مراكب العودة لتصبح المعركة حياة أو موت فكان النصر للعرب وفتح الله عليهم ببلاد الأندلس التي حكمت فيها رسالة الإسلام بلسان العرب المبين ثمانية قرون وتوسعت الفتوحات حتى وقفت عند بلاد الفرنجة في فرنسا ومعركة بلاط الشهداء التي لم يشهد التاريخ بطوله وعرضه عددًا موازي لهم . هذا صوب الغرب أما صوب الشرق فقد فتح الله علينا ببلاد فارس بعد بلاد الرافدين حتى وصلنا إلي ما وراء النهر المعروفة ببلاد الهند حاليًا وعبرنا نهر السند حتى وصولنا إلى بلاد الفرنجة من الناحية الشرقية وكاد جيشا العرب أن يتقابلا على أرض فرنسا ولكن القدرية توقفت عند ذلك .. ومضى عهد صدر الإسلام وهو في بقعه واحدة غير متسعة هي شبة الجزيرة العربية التي تعتبر أصل العرب والعروبة ومهده وموطنه .. قريش والحجاز ونجد وأشجع وغطفات وجهينة هذه هي مواطن العرب الأصلية .. والفتوحات بدأت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وامتدت في عهد عثمان وعلي والدولة الأموية التي شابتها حادثة كربلاء في يوم عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين – رضي الله عنه – عام 61 هـ وهو اليوم الذي تعظمه الشيعة حتى يومنا هذا ويتشحون بالسواد والبكاء والعويل على سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين .. لقد قُتِل سيدنا عمر على يد أبو لؤلؤة المجوسي ،وفتنة قتل عثمان بن عفان ولكن العصر الذهبي لخلافة ووحدة الإسلام لم يكن منقوصًا في عهد الدولة الأموية من 40هـ - 132 هـ ويكفينا مُجدد المائة وخامس الخلفاء الراشدين الإمام عمر بن عبد العزيز ، أما الدولة العباسية بعصريها الأول والثاني وخلافة الإسلام في أبهى صورها ووحدة الوطن وكاريزما العروبة وزخرف الحكام وترفهم وترفعهم عن الناس الذي بدأ بساتر بين الإمام والمصلين في عهد الدولة الأموية وعلى أنقاض خلافة العباسيين التي اتخذت بغداد عاصمة لها ونقلت مركز الخلافة من دمشق عاصمة الأمويين التي كانت في مكة والمدينة في عهد الخلفاء الراشدين ؛ دخل التتار بلاد العروبة حيث سقطت بغداد في أيديهم 656 هـ وقاموا بإلقاء ذخائرها من مجلدات ومخطوطات تاريخية في نهر الفرات حتى أصبح سدًا فمروا عليه بعجلاتهم الحربية ولم تستغرق دمشق وقتًا في تجاوزها وأتت القاهرة حائط صد لتتحطم سفينة الشهوات التتارية علي أيدي المماليك ورثة الدولة الأيوبية الذين اشتروهم من سوق الرقيق ليكونوا بذرة جيش حقق انتصارات مدوية .. ومازال سور الأيوبيين بالقلعة في مصر يسجل حياة المماليك البرجية وكيف زادوا عن حلم الوحدة العربية ووقف تحركات الأعداء بها وأخذوا حقبة من الزمن حتى تم شنق آخر مليك منهم هو قنصوه الغوري علي باب زويلة 1517 م ودخلت البلاد العربية بداية عصر الاضمحلال والتخلف وعلى السطح طفت أوربا التي أطفأت حكم العرب في بلاد الأندلس الذي استمر زهاء ثمانية قرون وعادت البلاد العربية إلى حدود الوطن الذي نراه اليوم .. وفي عام 1917 صدر وعد بلفور - وزير خارجية بريطانيا – فيه يعد بني صهيون بتكوين وطن مستقل لهم في فلسطين .. ولم تكن البلاد العربية وقتها تعلم أنها تغرق في فنجان .. وأن هذا الوعد ليس لمجرد الإعلام ولكنه وعد حق وإن أريد به باطل .. وبدأت هجرة اليهود المتصهينة إلى البلاد المقدسة في فلسطين حتى أصبحوا يشكلون خطرًا على الأمة العربية جمعاء ، فقامت الحرب الكبرى عام 1948 بجيوش أربعة من مصر والسعودية والأردن وسوريا والعراق وكادوا أن يتقابلوا عند نقطة واحدة ولكن حدثت فتنة أدت إلي عودة هذه الجيوش مما كبد العرب ويلات ما نعيشه حتى اليوم من صراعات مريرة وقتال وفتن .. فكما نجح الاستعمار في فصل السودان عن مصر يسعى جاهدًا الآن لفصل جنوبه عن شماله وإن كنا نرى حرية الشعوب في تقرير المصير ولكن إنا للانفصال لمحزونون وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولانفصال السودان لمحزونون. اتفاقية القاهرة المشبوهة عام 1956 التي قضت بفترة انتقالية لتقرير مصير السودان مع مصر بعدها أتى الاستفتاء بالانفصال .. وعندما أراد الملك فاروق ملك مصر والسودان حماية البوابة الشرقية لبلاد العرب صنع مصاهرة ابن شاه إيران لشقيقته وقد حدث بالفعل أن انزعجت أمريكا وبريطانيا حتى ذهب عنه عرشه . حقًا " إن الوحدة العربية طريق الأمة لتحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم " هذا شعارنا في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي تنعقد فعالياته بدولة المغرب الشقيق حاضنة موطن الأمانة العامة وبعد ستة شهور مكتملة من مؤتمرنا الذي انعقد في بيروت 11 – 13 يوليو تموز 2010 برعاية الرئيس اللبناني ميشيل عون المحب لوطنه والعاشق لترابه .. قلنا يومها ومازلنا نكرر أن الوحدة هي هدفنا ليس لتحرير الأرض ورفض التقسيم ولكن لوقف تدخلات الدول الكبرى في الشأن العربي .. لقد نجحت مساعي أمريكا وبريطانيا في صنع حواجز حدودية بين سوريا ولبنان اللتين من الصعب التفريق بينهما ولا يمكن وضع حدود محددة للطبيعة الإلهية الخلابة التي صنعها الله في بلاد الشام .. وبدسائس غربية أو غرت صدر البلدين ولكن أبت عروبة جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين أن تستمر الخلافات على نحوها .. فقام بمبادرته الكبرى وأصلح بين البلدين ؛ حكومة وشعبًا وعاد الوئام السوري اللبناني وقبل عام 1970 استطاع العدو الصهيوني أن يقيم الفتنة الكبرى بين اللاجئين الفلسطينيين وأهل الأردن في معركة امتلأت فيها شوارع المملكة الهاشمية بالشهداء من الطرفين وتم وأد الفتنة وقامت حرب أكتوبر 73 التي وقف فيها العرب جميعًا إلى جوار مصر وأغلقوا المضايق والمحيطات في وجه السفن العابرة إلى البلاد الغربية وتم تضييق الخناق على العدو الصهيوني فعادت سيناء الحبيبة إلى أحضان العرب وننتظر أن تعود الجولان وننتظر قيام الدولة الفلسطينية بكامل سيادتها على أرض غزة والضفة الغربية بالعاصمة القدس التي هي مهد الأديان السماوية اليهودية والمسيحية كما أن قريش هي مهبط ديانة الإسلام في مكة المكرمة . الوحدة العربية هي المرمى والهدف لتحرير الأرض المحتلة من العدو الصهيوني الغاشم وضرورة جلاء إيران عن الجزر الثلاثة الإماراتية في طنب الكبرى والصغرى والجزيرة الثالثة .. ولقد نجحت دوله العراق الشقيق في اجتياز محنتها وتقرير مصيرها في إقرار الحكومة الواحدة على أرض الوطن الواحد وتآلف قلوب الشيعة والسنة والأكراد الذين لن ينسَ التاريخ لهم استبسالهم في وجه التتار ووقف زحفه نحو العروبة وبلاد الإسلام .. هم الآن عرب أصليون وليسوا عرب متعربة . حاول الأعداء تقسيم العراق الشقيق إلى ثلاث دويلات مفككة لا تنجح في مواجهة التحديات العالمية ومطامع دولية في بلاد الرافدين وحضارتهم عبر آلاف السنين . ولا أحد يستطيع أن ينسى أو يتجاهل وقفة الدول العربية مع وحدة العراق وشعبه . إن وحدة بلاد الخليج العربي التي سعت إليها المملكة العربية السعودية في إلغاء الحدود بينها وبين قطر والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان .. ست دول نفطية أزالت الحدود الوهمية بين بني العرب وأعادت وحدة اللغة ووحدة الهدف نحو المواطن العربي الشامخ .. فلا يوجد جواز سفر للمرور أو تأشيرة دخول ولكنها حدود تنظيمية كإشارة المرور فقط بين هذه البلدان .. ويبقي أن نسعى إلي وحدة الجيش والاكتفاء الذاتي في الغذاء والماء ولا نركن إلى اتفاقية "الجات" التي دحرنا إليها الغرب ليحكموا قبضتهم علينا ومن سلبيتها تأثرنا بالأزمة المالية العالمية التي تجرجر أذيالها الآن .. أيضًا فإن دور الاتحاد المغاربي بين تونس والجزائر والمغرب لهو لبنة على طريق الوحدة .. وأهداف مصر وليبيا والسودان الوحدوية بذرة قد تنبت شجرة مورقة ذات أغصان ورياحين . وعودة الوئام بين سوريا ولبنان قد تكون طريقًا يحدوه الأمل في اتحاد بلاد الشام مع الأردن وفلسطين وبلاد الرافدين . إن أمريكا أصبحت دولة عظمى بفضل اتحاد ولاياتها التسعة ولو أنها تفككت لأضحت دولة صغيرة وعندما نجحت المؤامرة الأمريكية في تفتيت الاتحاد السوفيتي إلي دويلات ؛ تم سحب البساط من تحت أقدامها وارتكنت لمصاف الدول العادية وتم تصعيد بريطانيا بدلاً منها في مواجهة أمريكا . إن الحضارة العربية عندما توحد جيشها ومالها وقرارها دان العالم كله لنا ولما لا؟ و أول دولة عظمى في العالم هي الخلافة الإسلامية واتخذت من القسطنطينية عاصمة لها التي تم تعريب اسمها بعد ذلك إلى إسطنبول وقبلها الآستانة .. وشق الوحدة العربية عندما ضعفت الخلافة فقام محمد علي والي مصر بتكوين إمبراطورية موازية للآستانة ونشأت المملكة العربية السعودية التي هي بزهاء قرن من الزمان على الحضارة التي أثارها العاهل السعودي الأول جلالة الملك عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه – تلك البلاد التي حباها الله بغل يد المحتلين عنها .. لبشارة عبد المطلب سيد سادات قريش عندما قال : للبيت رب يحميه . ومازلنا نبحث عن الهدف الوحدوى الذي يجب أن يتعايش فيه المسلم العربي مع شقيقه المسيحي العربي .. فهذا الوطن ملك لنا جميعًا ولسنا منه بخارجين فمسيحيو مصر ولبنان وبلاد أخرى هم أشقاء لنا ونحن أشقاء لهم .. وكذلك الجنوب السوداني .. لا نريد أن نمتطي دابة التعصب العقائدي العمياء التي قد تقودنا إلى دويلات محدودة الوحدة والهدف تكن مطمعًا لأي استعمار أجنبي .. ومشروعات التقسيم المستهدفة للبلاد العربية وكفانا الله شرها لا طائل منها سوى مصلحة البلاد الغربية التي تخشى دولة العرب الكبرى لأنهم قرأوا التاريخ واطلعوا عليه وعلموا بواطنه و أن العرب الموت أحب إليهم من الحياة .. لقد بادر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالجمهورية العربية المتحدة عام 1958 والتي كانت أول سابقة تاريخية في حياة العرب بتشكيل حكومة واحدة ورئيس واحد لدولتين ليسا متجاورتين .. وكاد الأمر يتوسع لمساعي تجاه السودان وليبيا وبلاد أخرى أدى إلى انزعاج بريطانيا وأمريكا التي ضربت مصر بحرب 1967 وأصابت العرب بنكسة تاريخية ردوا ثأرها في أكتوبر 73 .. واليوم نجحت أمريكا وبريطانيا في فصل سوريا عن لبنان وعن العراق وإيغار صدر أهل فلسطين جراء حروب نفسية وفصلت السودان عن مصر وتبارك انفصال الجنوب عن الشمال في السودان ونكرر : نحن مع حرية السودان في تقرير مصيره . إن خيار الوحدة العربية الذي سوف يحرر الأراضي العربية المغتصبة في فلسطين من الصهاينة أعداء الله ويحرر القدس والمسجد الأقصى الأسير يجب علينا أن نسلك عدة طرق لخيار الوحدة : يصعب علينا وحدة حكومة ورئيس واحد .. ولكن بإمكاننا الوحدة الاقتصادية ووحدة الجيوش المشتركة والتدريبات العسكرية .. ورفع تأشيرة الدخول إلى شارة المرور بالهوية الشخصية لكل بلد على حدة .. الاكتفاء الذاتي في الغذاء والملبس والعلاج والاستثمار .. وفوق كل هذا لابد من الاعتزاز بالهوية العربية وعدم الركون إلى الثقافة الغربية التي طغت على كل شيء وأضحت الإنجليزية هي سيد الموقف في الحياة على أرض معظم بلاد الخليج لكثرة الجاليات غير العربية ثم إن ثراءها اللغوي وتفاعلها مع المجتمعات العالمية .. وتوقف رصيد اللغة العربية عند حدود معينة .. لم تفلح في مجاراة الواقع رغم شموخ علمائها الذين شاخوا في مواجهة العصر الرقمي .. وأضحت نسبة كبيرة من نسوة العرب يلدن في بريطانيا وأمريكا لكسب الجنسية وهذه ظاهرة لكل قادر عليها وعلى تحمل نفقاتها .. إنني أطالب بتشريع عربي يجرم هذا الانحراف عن مبدأ الوطن والمواطنة إلى بلاد لا نعلم عنها سوى تقدمها التكنولوجي .. وأطالب بميثاق عربي مشترك يقوده اتحاد المحامين العرب نحو قانون موحد ودستور واحد فيه إقرار حق المواطن العربي في التنقل والعيش في أي بقعة عربية يريدها .. وإن الاعتداء علي أي بقعة عربية هو الاعتداء على العروبة جمعاء .. ولابد من تفعيل أكبر لدور الجامعة العربية وسيادة قراراتها في مواجهة المجتمع الدولي ولا تقل أبدًا عن دور عصبة الأمم .. إن الجامعة العربية التي نشأت عام 1945 في نفس العام صدرت عصبة الأمم والبداية الزمنية في النشأة لابد أن تتواصل في تقدمها التاريخي . إن أمريكا بدأت تطفو على السطح بعد الحرب العالمية الثانية ومع بداية عصر عصبة الأمم 1945 وهي بلاد اكتشفها الهنود الحمر (الإنجليز) فقط قبل مائتي عام من ذلك التاريخ وانطلاقها نحو التقدم بسرعة الصاروخ يعود لوحدة الوطن والهدف والاعتزاز بالمواطنة .. إن أمريكا ليست غنية ولكنها تمتلك الفكر المؤدي إلى الثراء الفاحش علاوة علي اهتمامها بالناحية التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات وتحررها الثقافي وصدقها المجتمعي . لقد ذهب أستاذ جامعي من مصر في بعثة إلى جامعة كمبردج ببريطانيا فطلبت منه الجامعة أن يفيدها بمحل السكن هناك ، فذهب إلى صاحب البيت الذي منحه ورقة بيضاء دوَّن عليها أنه يقطن عنده في العنوان المذكور .. فتعجب من ذلك بعد ما علم أنها لا تحتاج إلى توثيق في دهاليز الحكومة .. وعندما أعطاها للجامعة قبلتها دون أن تطلب حتى مراجعته أو إثبات تاريخ في الشهر العقاري فقال لهم كان بإمكاني كتابة هذه الورقة دون عناء سؤال صاحب البيت .. فتعجبوا منه مرددين وتكذب و تكذب ؟! فهؤلاء مسلمون بغير إسلام ولو أننا وصلنا إلى هذه الدرجة الأخلاقية الرفيعة ؛ لقطعنا نصف الطريق نحو العالمية .. فالأخلاق هي عنوان كل شيء وقافلة النور ومشعل التنوير وطريقنا نحو الوحدة العربية فإذا ما تحققت الوحدة ؛ تحررت الأرض ووقفت مطامع التقسيم المحدقة بمعظم البلدان العربية وحتى التي تشكل وحدة في إزالة الحدود مثل بلدان الخليج فيد الغرب تحوم حول ضرب هذا الهدف كما فرقت السودان عن مصر عام 1956م ولبنان عن سوريا تحاول أن تضرب تكتل الاتحاد المغاربي الشقيق .. إن المملكة المغربية الشقيقة بوابة العرب الغربية وحامية العرين عند مضيق جبل طارق والتي تلقي بزراعيها على البحر المتوسط من ناحية والمحيط الأطلنطي من الناحية الأخرى نتمنى أن تنتهي النزاعات علي المنطقة الصحراوية مع موريتانيا الشقيقة كما نتمنى تفعيل أكثر وأكبر للاتحاد المغاربي في لمِّ شمل البلدان الأفريقية العربية علي الأقل .. وألا تصل بنا صراعات كرة القدم على النحو الذي عانيناه منذ فترة فإذا خرجت الرياضة عن محيطها فلا جرم أن نتركها ولسنا بنادمين . أعود وأكرر إن الأخلاق الحميدة فوق كل اعتبار وإن للعروبة أعداء متربصين بنا كمجرى الدم في العروق وعلينا أن نكن أكثر يقظة وأكثر حرصًا على وطننا العربي الكبير الذي يمثل نسبة للعالم لا بأس بها في تشكيل خطر داهم حيال الفكر السليم .. أعود وأكرر إن لغتنا الجميلة في خطر وتحتاج إلى حزمة من الأخلاق لعودتها إلى ساحة معقولة تتبوأ مقاعد عالمية بين مصاف ست لغات على الأقل وعلينا ألا نبكي على حالها أكثر من ذلك وألا نرثي الوضع القائم ونستنهض الهمم في تفعيل دورها كما فعلنا نحن المحامين عندما ترافعنا أمام المحكمة الألمانية دفاعًا عن شهيدة العروبة والإسلام الراحلة الشهيدة (مروة الشربيني) التي راحت ضحية التعصب العنصري العقيم ولاقت ربها برصاص متطرف يهودي داخل سدنة العدالة بحوض أعتى دولة أوربية .. علينا أن نرتقي بشأن لغتنا وخاصة في الدول ذات الانفتاح العالمي مثل دول الخليج التي بلغت منزلة متقدمة في الفكر والإثراء اللغوي والثراء المعرفي بواسطة اللغة الإنجليزية .. فلم تعد الأرض (بتتكلم عربي) كما قالها الفنان الراحل سيد مكاوي واستكمل الباحثون أبحاثهم بالإنجليزية حتى في روافد العربية وتاريخها على أيدي مستشرقين أجانب .. إذا أردنا تحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم في الوطن العربي ، إلى جانب الوحدة العربية والتآخي بين الحكومات والحكام ؛ علينا أن نعود بالعربية إلي مجدها عندما بلغ أجدادنا بحور الفصاحة والبيان وكانوا يتبارون بها في "سوق عكاظ" ومازلنا عاجزين أمام تبيانهم حتى يومنا هذا ولم يصل شوقي أو حافظ أو غيرهم إلى سر إبداعهم .. وإني لأرتكن إلى شعراء فلسطين الذين هم سفراء الكلمة في إحياء قضيتهم عندما قال أحدهم لا لن تضيع قضيتي * زندي لها يتشمرُ لا لن أظل متشردًا * وغدًا غدا أتحررُ أهات وزفرات ساقها هذا الشاعر وهو يرتحل من بلد إلى أخرى يبحث عن ضالته " فلسطين" الوطن والمواطن .. قلب العروبة ومهد الأديان وحاضنة ثالث الحرمين وأولي القبلتين المسجد الأقصى الذي ينادينا كل يوم " ألا هبوا لنجدتي هبوا لنصرتي .. هلموا إليَّ فقد أعياني الاحتلال والحفر والأنفاق وتضييق الخناق فلم أعد أرى سوى الصبية الصغار أو شيوخ المضمار .. أين الشباب .. أين الكهول .. أين النخوة العربية . صلاح الدين الأيوبي الذي فتح القدس وتسلم المسجد الأقصى وصلى فيه ودعا للأمة من منبره أنشأ سورًا طويلاً لحماية قاهرة المعز وجعل فيه منجنيقات للمقاتلين الذين يراقبون أحوال زهرة المدن العربية وعاشقة الوحدة وبناء الصف مازالت أثاره شاهد عيان حتى اليوم على قدرته وبراعته الحربية .. بغداد زهرة الحضارة ومشعل التنوير عبر أرض بلاد الرافدين .. دمشق عاصمة الدولة الأموية التي حصدت فتوحات خلدها التاريخ .. مكة المكرمة أم القرى وعاصمة الإسلام وقبلة المسلمين التي حق علينا نجدتها ونصرتها و الذود عنها .. فيها ولد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وبها جسده الطاهر الذي هو في المدينة .. بلد الحرمين الشريفين التي سجل التاريخ وقفتها مع كل العرب حتى اليوم فمنذ أكثر من 200 عام علم الجهني أن الحملة الفرنسية داهمت الإسكندرية ودخلت خيلهم الأزهر الشريف فقام وصحبه صوب مصر فاستقر به المقام في الشرقية وارتحل حتى القاهرة ومنها إلى قلب الصعيد ونازل الفرنسيين في حرب الـ 44 قتيل فرنسي، في العاشر من أبريل 1799م انتصر الجهني واندحرت الحملة من هذه البلدة الجبلية التي عرفت فيما بعد باسمه جهينة السوهاجية التي مازالت أثارها شاهد عيان على أروع ملحمة عربية وحدوية بدون تنظيم حكومي ولكنه استنفار شعبي .. ولم تكن هذه النصرة وحدها مسجلة في التاريخ ولكن استنفار سليمان الحلبي طالب الأزهر في مصر ابن حلب السوري عندما نهض وطعن " كليبر " قائد الحملة بخنجره المسنون وأرداه قتيلاً دفاعًا عن دخول خيل الفرنجة الجامع الأزهر . إن الحمية العربية والمبدأ الوحدوى لهو غريزة في دماء العرب ، الذين هم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .. ليس المقصود من مؤتمرنا هذا في مبدأ الوحدة سن تشريع أو قانون يشرع الخيار الوحدوي الذي هو مطلب هام ونحن المحامين أولى الناس في طلبه والدفاع عن مبادئه .. مليون محامٍ عربي يعبرون عن كل الدول من المحيط إلي الخليج وقبل كل هذا ضرورة أن نرتقي بالمبدأ الأخلاقي في صيانة حقوق اللغة العربية وتسييدها على كل قادم إلينا وتفضيلها لكل خارج منا وأن نحارب ولادة الأمهات في بلاد الأمريكان والبريطانين .. فلسنا أقل منهم ثقافة وتاريخ وجيوش تحمي الحمي .. ورجال ؛ الموت أحب إليهم من الحياة .. علينا أن نرفع شعار العدو أمامنا والبحر خلفنا لنصل إلى ضالتنا المنشودة بهوية عربية ترضى التاريخ والتأريخ .. كونوا سفراء للوطن كله في استنهاض الهمم نحو تحرير الأرض ووقف مشروعات التقسيم التي تحيك بدول عديدة . والله نسأل أن يجنب اليمن شر الفتنة القادمة من دول بينها وبين العربان ثأر قديم .. وأن يحافظ على سلامة لبنان ووحدة أراضية واتحاد شعبه .. لبنان جنة الله في الأرض صيفها كشتائها وهوائها النقي وعبق التاريخ عبر سهل البقاع والجبال الخضراء وأن يعود الوئام مع سوريا الشقيقة التي تئن لأي جرح لبناني . بلاد الرافدين عاصمة الدولة والخلافة العباسية وحضارة خمسة قرون لم ولن تنطفئ أنوار بغداد وستظل دولة كل العراقيين بلا تقسيم أو ترسيم . السودان القطعة الغالية من مصر وعلى مصر والله نسأل أن يوفقهم في كل الخيارات التي تنبع من الشعب ذاته دون تدخلات أجنبية .. بلاد الاتحاد المغاربي عبر سلاسل جبلية ممتدة من مضيق جبل طارق حتى الميناء الصفاقسي مارا بالجزائر بلاد ثورة الشهداء العربان والأسود على عرين الأمة جمعاء .. تونس الخضراء بلد الزيتونة وعالم جديد من الحضارة والتحضر . المملكة المغربية بلاد تنطق التاريخ وينطق بها التأريخ .. الدار البيضاء والرباط وكافة المدن التي تنظر المحيط والمضيق ودورها الرائد في استقلال الأمة ونصرتها .. ولا أنسى مدينة فاس التي نحن بها الآن فقد روت صفحات التاريخ بالعلم والمعرفة وهي مهد علماء التنوير .. جلالة الملك محمد السادس العاهل المغربي والمواطن العربي الذي تجري منه العروبة مجرى الدم في الأوردة والشرايين . ومصر التي احتضنت الدول العربية ودافعت عنها بكل قوة في ظل رؤساء امنوا بالقومية العربية و دعوا للتوحد بداية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومرورا بالرئيس الراحل أنور السادات وانتهاءً بالرئيس حسني مبارك الذي تجري في عروقه الدماء العربية ولا يدخر جهدًا من أجل لم الشمل العربي . اليوم نحن أمام مسئولية استراتيجية هامة في إرساء مبدأ الوحدة العربية التي هي بمثابة طريق للأمة لتحرير الأرض ومواجهة مشروعات التقسيم التي قد تصل بنا إلي نحو يتضاعف معه العدد 22 دولة نراها اليوم قد تصبح 220 دويلة صغيرة و تضحى مطمعًا لأي غدر خارجي .. ونصلي حسب الهوى الغربي فمنا إلى أمريكا ومنا إلى بريطانيا وتضيع هويتنا العربية وتنحسر إلى ما كانت عليه في شبه الجزيرة .. إننا أمام مسئولية تقع علي عاتق الجميع بمثابة فرض عين على كل عربي وليس فرض كفاية .. الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة .. صيغوا كيفما تشاءون وشرعوا ما تشرعون، والنهاية هدفنا الوحدة غير المنقوصة ، يومها نطرد كل الأعداء ونزيل الحدود التي سعي في إزالتها الفنان العربي السوري " دريد لحام" ووضع الحلول في عمل سينمائي معجز .. فبالوحدة الاقتصادية والإستراتيجية والاكتفاء الغذائي وتنسيق الحكومات وتفعيل أكبر لدور عصبة الدول العربية يتحقق ما نصبوا إليه .. والله أسأل أن ننال هدفنا في تعميق أواصر وحدتنا العربية وأن نقضي على أي مشروعات تستهدف التقسيم وأن نحرر كامل أرضنا في حياتنا من أجل أولادنا وأحفادنا وأن يكونوا أفضل منا وحدة وهدفًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . | |
|