( بسم الله الرحمن الرحيم )
هذا هو مقالي الثاني على التوالي من مجموعة مقالات عاشق القانون التي اعبر فيها عن ما يجول في صدري ويدور في عقلي من خواطر وأفكار من الواقع الذي نعيشه محاولة منى لتجسيد هذا الواقع في أفكار بسيطة تتأقلم وتتناسب مع عقليتي القانونية التي هي في بداية تكوينها هذا البحر الشاسع من العلم الذي لطالما اعشقه منذ نعومة أظافرى وافخر أنني احد دارسي هذا العلم القوى الذي مهمته كبح جماح كل ذي سلطان ونفوذ والسيطرة عليه لتجعله في منزلة الضعيف أمام ما يسمى بالقانون وتأتى بالحقوق من الظالمين لتردها إلى المظلومين أصحابها.
فهو إحساس فريد ويجعل في النفس قوة وشموخ عندما تكون أنت أداة هذا القانون الذي يتساوى أمامه الفقير مع الغنى والضعيف مع القوى وينصر فيه المظلوم وان كان ضعيفا على ذو النفوذ والسلطان .
هذا المقال سيكون بعنوان ( إضراب يا مصر)
في هذه الأيام القليلة الماضية التي تزال مستمرة نرى ونسمع الإضراب في كل مكان وفى كل مجا ل. وإنما يعبر هذا الإضراب عن ثوره داخليه مكبوتة داخل الناس فلم أرى في حياتي التي عشتها تكاتف مثل هذا من قبل بين الأفراد
الذين ضاعت حقوقهم فكانوا يتكلمون ويعترضون ولكن في داخل نفوسهم دون جدوى .كنت قد قرأت في كتبي أن الإضراب هذا حق للعمال الذين ضاعت حقوقهم ونص عليه صراحة في القانون الخاص بالعمل ولكني كنت اقرأه وأقول لنفسي لماذا يغفل الناس عن هذا الحق الذي أعطاه القانون لهم هل لأنهم لا يعرفونه أم لأنهم لا يقدرون على ذلك فهناك اختلاف كبير بين ما أتعلمه في القانون وبين ماهو مطبق في الواقع الذىنعيشه.و ماهى إلا أيام قليلة ورأيت بركان من الاضرابات المتوالية وكأن الشعب المصري سمع سؤالي هذا وأجاب على انه يعرف أن الإضراب حق له وكأنهم سمعوا دعوتي إليهم بأن يمارسون حقهم هذا . وعندما استخدموا العمال حقهم في الإضراب ظهرت أمامنا العديد من الحقائق التي كانت مستورة ومدفونة في صدور كل هؤلاء الناس اذكر منها على سبيل المثال ما يسمى بأكذوبة الخصخصة التي يتشدق بها كبارالمسؤلين في الدولة التي لا تعود بالنفع إلا عليهم فقط وتزيد من أعباء المواطن الكادح الفقير فهي تشرد العمال وتهدر المصالح وتضعف من الإنتاج. لقد نام الشعب المصري يوما فأصبح وجد نفسه في دوله أخرى تحمل نفس الاسم القديم فأنا أشبه هذه الحالة بحاله أهل الكهف فهل نام الشعب المصري مئات السنين ولم يدرى بنفسه ؟ لا فحدث ذلك في أيام قليلة فباعت ألدوله نفسها إلى ما يسموا أنفسهم مستثمرين متخفيين وراء هذا الاسم الرنان الذي إذا سمعته كان مدلوله زيادة في الدخل ومعيشة أفضل وغير ذلك من الأكاذيب فهؤلاء الأجانب إنما جاءوا إلى مصرنا وأمنا الحبيبة لإضعافها وزيادة أعبائها
وإفقار أهلها حتى سمعت من احد الناس أن هؤلاء ليس المستثمرين بل المخربين يقول فيهم(في بلدنا يسرقونا وفى بلدهم يجلدونا ) فان كنت أضع تعريف لما يسمى بالخصخصة من هذا النوع أقول إن هذا ما هو إلا احتلال ولكن بدون حرب ودماء فهذه هي أساليب الحرب الجديدة.
عاشق القانون كتبته في 25/3/2010م