كمبوتة
مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 11984 نقاط التميز : 10 نقاط : 83904 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| |
كمبوتة
مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 11984 نقاط التميز : 10 نقاط : 83904 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: رد: فضل صوم رمضان وقيامه الأربعاء أبريل 22, 2009 11:11 pm | |
| فدلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الأمر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله وليس فيها حد محدود لا يجوز غيره وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك ، وهذا يعم رمضان وغيره وينبغي أن يعلم أن المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الإقبال على صلاته والخشوع فيها والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود وترتيل التلاوة وعدم العجلة لأن روح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب ، والخشوع فيها وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب .
كما قال الله سبحانه: سورة المؤمنون الآية 1 قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ سورة المؤمنون الآية 2 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رواه الإمام أحمد في (كتاب باقي مسند المكثرين) برقم (13526)، ورواه النسائي في (كتاب عشرة النساء) برقم (3879). وجعلت قرة عيني في الصلاة وقال للذي أساء في صلاته: رواه البخاري في (كتاب الاستئذان) برقم (5782 ) واللفظ له، ورواه مسلم في (كتاب الصلاة) برقم (602). إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعة ، ثم ارفع حتى تستوي قائما ،
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 14)
ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها .
وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقرا وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة ، لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لا بد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفا ، فالواجب الحذر من ذلك ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: رواه الإمام أحمد في (كتاب باقي مسند المكثرين) برقم (11106)، ورواه الدارمي في (كتاب الصلاة) برقم (1294). أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته . قالوا: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ ، قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي نقر صلاته أن يعيدها .
فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وأدوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله ، بأنواع العبادات والقربات ، وسارعوا فيه إلى الطاعات ، فهو شهر عظيم جعله الله ميدانا لعباده ، يتسابقون إليه بالطاعات ، ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات ، فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم بالتدبر ، والتعقل ، والتسبيح ، والتحميد ، والتهليل ، والتكبير ، والاستغفار ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 15)
الله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رواه البخاري في (كتاب الأدب) برقم (5597) واللفظ له، ورواه الترمذي في (الصوم) برقم (641)، وأبو داود في (الصوم) برقم (2015)، وابن ماجه في (الصيام) برقم (1679). من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ، وقال عليه الصلاة والسلام: رواه البخاري في (الصوم) برقم (1771) واللفظ له، ورواه مسلم في (الصيام) برقم (1944). الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم
وجاء عنه صلى اله عليه وسلم أنه قال: خرجه البيهقي في (السنن الكبرى) (4 \ 270)، وفي (كنز العمال) رقم (23864)، وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) (6 \ 5832). ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث . وخرج ابن
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 16)
حبان في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رواه الإمام أحمد في (كتاب باقي مسند المكثرين) برقم (11098)، وابن حبان في صحيحه (8 \ 3433) باب (فضل رمضان). من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما كان قبله
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء .
ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره: الصلوات الخمس في أوقاتها ، فإنها عمود الإسلام ، وأعظم الفرائض بعد الشهادتين ، وقد عظم الله شأنها وأكثر من ذكرها في كتابه العظيم ، فقال تعالى: سورة البقرة الآية 238 حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ، وقال تعالى: سورة النور الآية 56 وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رواه الترمذي في (الإيمان) برقم (2545). ورواه النسائي في (الصلاة) برقم (459)، ورواه ابن ماجه في (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها) رقم (1069). العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر رواه الإمام أحمد وأهل السنن
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 17)
الأربع بسند صحيح ، وقال صلى الله عليه وسلم: رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (14762)، ومسلم في (الإيمان) برقم (82) واللفظ له. بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) برقم (6288)، والدارمي في (كتاب الرقائق) برقم (2605). من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رواه الإمام أحمد بسند صحيح .
ومن أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سنن أبو داود الصلاة (551) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (793). من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر رواه الدارقطني وابن ماجه وابن حبان والحاكم بسند صحيح سنن النسائي الإمامة (851) ، سنن أبو داود الصلاة (552) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (792). وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: (يا رسول الله ، إني رجل شاسع الدار عن المسجد وليس لي قائد يلائمني ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل تسمح النداء بالصلاة؟ " ، قال: نعم ، قال: " فأجب أخرجه مسلم في صحيحه .
. | |
|
كمبوتة
مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 11984 نقاط التميز : 10 نقاط : 83904 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: رد: فضل صوم رمضان وقيامه الأربعاء أبريل 22, 2009 11:11 pm | |
| وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( لقدر رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق) رواه مسلم في (كتاب المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1046). . فاتقوا الله عباد الله في
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 18)
صلاتكم وحافظوا عليها" في الجماعة وتواصوا بذلك في رمضان وغيره تفوزوا بالمغفرة ومضاعفة الأجر وتسلموا من غضب الله وعقابه ومشابهة أعدائه من المنافقين .
وأهم الأمور بعد الصلاة الزكاة : فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظموها كما عظمها الله وسارعوا إلى إخراجها وقت وجوبها وصرفها إلى مستحقيها عن إخلاص لله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم سبحانه واعلموا أنها زكاة وطهرة لكم ولأموالكم وشكر للذي أنعم عليكم بالمال ، ومواساة لإخوانكم الفقراء كما قال الله عز وجل: سورة التوبة الآية 103 خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وقال سبحانه: سورة سبأ الآية 13 اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ .
رواه البخاري في (الزكاة) برقم (1401)، ورواه مسلم في (الإيمان) برقم (27)، ورواه أبو داود في (كتاب الزكاة) برقم (1351) واللفظ له. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه لليمن : "إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموآله م تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 19)
لذلك فإياك وكرائم أموآله م ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب متفق على صحته .
وينبغي للمسلم في هذا الشهر الكريم التوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين ، وإعانتهم على الصيام والقيام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلبة لمرضاة الله سبحانه ، وشكرا لإنعامه ، وقد وعد الله سبحانه عباده المنفقين بالأجر العظيم والخلف الجزيل ، فقال سبحانه: سورة المزمل الآية 20 وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ، وقال تعالى: سورة سبأ الآية 39 وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .
واحذروا رحمكم الله كل ما يجرح الصوم وينقص الأجر ويغضب الرب عز وجل من سائر المعاصي ، كالربا والزنا والسرقة ، وقتل النفس بغير حق وأكل أموال اليتامى ، وأنواع الظلم في النفس والمال والعرض ، والغش في المعاملات والخيانة للأمانات وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم ، والشحناء والتهاجر في غير حق الله سبحانه ، وشرب المسكرات وأنواع المخدرات ، كالقات والدخان ، والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور ، والدعاوى الباطلة والأيمان الكاذبة ، وحلق اللحى وتقصيرها وإطالة الشوارب ، والتكبر وإسبال الملابس واستماع الأغاني
(الجزء رقم : 49، الصفحة رقم: 20)
وآلات الملاهي ، . وتبرج النساء وعدم تسترهن من الرجال ، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله .
وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان ولكنها في رمضان أشد تحريما وأعظم إثما لفضل الزمان وحرمته .
فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره ، وتواصوا بذلك وتعاونوا عليه ، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لتفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة . والله المسئول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعا صيامنا وقيامنا وأن يصلح ولاة أمر المسلمين وأن ينصر بهم دينه ويخذل بهم أعداءه ، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء ، إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|