الكونغرس الأميركي أعتبر الإسلام من أعظم الأديان السماوية

رحبت أوساط إسلامية وأميركية بمشروع الكونغرس، الذي اعتبر الإسلام من «أعظم الأديان السماوية»،
مشيرين إلى أنه خطوة نحو الاتجاه الصحيح، تتطلب فتح حوار حقيقي بين الحضارات.
وأوضح الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن موافقة الكونغرس على المشروع ستكون «شهادة تقدير من غير المسلمين للإسلام يقدرها العالم الإسلامي، ويشكرهم عليها، حيث إنها تمثل بالنسبة للعالم الإسلامي سبيلاً للتواصل والتعارف»، مؤكداً احترام الدين الإسلامي لكل الديانات الأخرى، واعترافه بها، وتقديره لأصحابها. وأضاف الشيخ عاشور أن الإسلام أوصى أتباعه بعدم الاعتداء على أهل الديانات الأخرى، باعتباره دين سلم وسلام للعالمين كافة.

من جانبه اعتبر الدكتور خليل الخليل عضو مجلس الشورى عضو لجنة الصداقة السعودية الأميركية، مشروع الكونغرس «خطوة إيجابية». وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «ما صدر عن الكونغرس سيعمل بلا شك على بناء جسور الثقة بين المجتمعين الغربي والإسلامي». وشدد الخليل على الحاجة الماسة للغة متفائلة. وقال «كلانا بحاجة إلى لغة متفائلة. وأن هذا القرار سيسهم في بناء جسور ثقة وعلاقة طيبة بين الغرب والمسلمين».

وامتدح عضو لجنة الصداقة السعودية الأميركية هذه الخطوة من رجالات الكونغرس، والتي قال عنها «إنها ستقطع الطريق على الذين يراهنون على الأزمات بين الغرب والمسلمين، سواء كانوا داخل أميركا أو المجتمعات الإسلامية». لافتا إلى أن هناك حاجة لكل جهد يعمل على تنقية الأجواء وصناعة مناخ للتعاون. وألقى خليل الخليل باللائمة على الحركات المتطرفة التي تعمل على تعكير الأجواء بين الغرب والمسلمين. وقال «هناك حركات متطرفة في كلا المعسكرين لا ترغب في الأجواء الهادئة ولا العلاقات الطيبة بين الجانبين». وأبدى الخليل أمله في أن يستثمر العرب والمسلمين هذه الخطوة التي وصفها بـ«الإيجابية» لمزيد من العلاقات والحوارات. ووصف المتحدث الإعلامي باسم الكتلة النيابية لجماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري، الدكتور حمدي حسن، المشروع بأنه «جيد»، لكنه أعرب عن اعتقاده في أن المطلوب هو إجراءات على أرض الواقع تعبر عن مضمون القرار. وقال لـ«الشرق الأوسط» حسين محمد إبراهيم نائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، الذي يضم 18 دولة إسلامية، إن مشروع القرار الذي تقدم به نواب بالكونغرس الأميركي خطوة محمودة وفي الاتجاه الصحيح، معرباً عن أمله في أن تؤدي لفتح حوار حقيقي بين الحضارات. وأضاف إبراهيم أن العالم لم يعد في حاجة إلى «صراع الحضارات» الذي يسعى إليه بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية، خاصة من المحافظين الجدد المسيطرين على القرار الأميركي. وكان مجلس النواب الاميركي قد اعتبر الدين الاسلامي من «أعظم الأديان السماوية» في العالم، وتزامن ذلك مع مأدبة إقطار رمضاني اقامها الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الأبيض، بمشاركة 100 ضابط في البنتاغون في آداء صلاة المغرب داخل مباني مقر قيادته في ولاية فرجينيا. وعبر قرار الكونغرس الذي رعته النائبة عن ولاية تكساس إدي برنيس جونسون، واشترك في تبنيه 30 مشرعا بمن فيهم النائب كيث إليسون من منيسوتا، وهو أول مسلم ينتخب لعضوية الكونغرس الأميركي في التاريخ، عن الصداقة والدعم للمسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة، مؤكداً أهمية شهر رمضان لدى المسلمين، ورفضه لمشاعر الكراهية والعنف ضد المسلمين في اميركا والعالم.

وقال النائب إليسون لموقع (يو.اس.إنفو) «هذا دليل على الاحترام والاعتراف. إنه عمل معبر تماما عن كنه أميركا. فنحن بلد يقوم على التسامح الديني والشمول الديني».

وقال «إن الفكرة الأساسية هي أن نظهر، ليس فقط للعالم الإسلامي بل للعالم أجمع بأن كونغرس الولايات المتحدة هو مكان تحترم فيه كل المعتقدات، ويعترف بكل المعتقدات، مكان نحتضن فيه تنوعنا ومكان نعتقد فيه بأن وعد أميركا هو أنه يمكنك أن تنشد العقيدة السماوية التي تراها ملائمة لك حسب تقديرك، ووفق تقاليدك وبطريقتك الخاصة».