من حكايات جدتى ( نجفة )
( القـط ) ( النتن ) والفـأر ( الدايخ )
كان ياما كان ؛ فى سالف العصر والاوان ؛ قط ( نتن ) إنتهازى ؛ لايهمه الا مصلحته الشخصية ؛ ومنافعه الذاتية ؛ وكان يقود قبيله من القطط فى مقابل ان يقدم لهم يومياً ما يكفيهم من اللحم ؛ واشترطوا عليه انه فى حاله عجزه عن ذلك فسوف يتقدم غيره ليكون قائداً يقوم بمهامه ..
وكان بين القط عهد وميثاق مع فأر يستطيع أن يدخل محل جزارة من ثقب أسفل الجدار ؛ وتم عمل ميثاق بينهما على المعايشة ؛ وذلك بأن يقدم له الفأر قطعة من اللحم ؛ على ألا يفترسه القط ..
لكن لما كان الطبع يغلب التطبع ؛ وقله الاصل والنذالة تغلب على شخصية صاحبها ؛ فقد جاء الجزار صاحب محل الجزارة بكلب شرس ؛ ليقوم بحراسة المحل للحد من تلك القطعة من اللحم التى تسرق كل يوم ..
فلما دخل الفأر فى اليوم التالى ؛ ليأتى بقطعة اللحم ليقدمها للقط ؛ جرى خلفه الكلب ؛ فصعد الفأر فى عجالة لينجو بنفسه من بين براثن الكلب الشرس الذى حاول افتراسه ؛ فلما صعد الفأر باب المحل وارتقى الى اعلى نقطة ؛ زلت قدماه ؛ فوقع الفأر وارتطم بشدة بالارض ؛ وأخذ يترنح ..
وقرر القط ان يفترس الفأر ؛ لان المنبع نفسه قد نضب ولن يستطيع ان يحصل على اى لحم من المحل ؛ ثانياً الفأر يترانح وغير متزن ؛ فلما رأى الفأر الشرار يتطاير من عينى القط ؛ واستغاثه ان يتركه ليساعده فى الحصول على قطعه اخرى من مكان اخر ؛ لكن القط رفض بشدة وافترسه قائلاً له : ياعزيزى ان الحياة فرص ..! واذا انا رحمتك فقد فقدت مكانتى بين قومى كقائد ؛ لذا سوف اقدمك اليوم قربانا لهم لانال رضاهم واظل قائداً ..!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* * *
لست ادرى لماذا تذكرت قصة جدنى ( نجفة ) عندما كانت تقص على هذه القصة وقد تجاوز عمرها المائة وخمسة عام سنة 1986م عندما سمعت بقانون السلطة القضائية ؛ لكننى أخذت أتسائل بينى وبين نفسى هذه الاسئلة الحائرة :
س1 : اذا كنا نعيب على العمال والموظفين محاولاتهم استغلال الظرف الذى تمر به مصرنا الغالية ووطننا الحبيب بتحقيق مطالبهم الفئوية ؛ حتى وان كانت حق لهم ؛ لعدم ملائمة الظروف التى تمر بها مصر ؛ فهل هذا يليق بالقاضى الذى يجلس ليكون سيف الله فى ارضه ؛ فى تلويح او تصريح بان القانون اذا لم يصدر فلن يشرفوا على اى انتخابات ..! هل هذا يليق بعنوان العدالة ..؟!
س2 : ما الضرر وقد بات قريبا فى اقل من شهرين ان ياتى مجلس شعب منتخب من صميم عمله مناقشة هذه القوانين ؛ بالطرق التى حددها القانون ؛ وما هى العلة التى جعلت القضاة ينتظرون كل هذه السنين الطويلة ؛ ليكتشفوا ان هذا القانون يجب ان يصدر اليوم .. ( واليوم يعنى أمس ) ..؟!
س3 : وما هو الضرر الذى سوف يلحق بهم لو طرح هذا القانون على مجلس الشعب بعد شهرين بدلا من المجلس العسكرى الغير مختص ..؟! وهل اثار لعاب القضاة ان كثير من اصحاب المطالب الفئوية حقق المجلس العسكرى مطالبهم بعد الضغط عليه بوسيلة او بأخرى ..؟!
س4 : هل اصبحت اللغة الرسمية للمواطن المصرى بما فيهم القضاة التحدث باللغة التى يتحدث بها الشارع المصرى ( لغة القوة ) وفرض الرأى وتحقيق المطالب بلى الذراع وعلى حساب كل شىء من اجل فئة معينة ( حتى ولو كانوا القضاة ) ..؟!
س5 : الم يتدبر السادة القضاة انهم الفئة المصرية الوحيدة ؛ وعلى مستوى كل دول العالم سن المعاش 70 عاما ( سبعون عاماً ؛ وهى منحة نحلها اياهم الحزب الوطنى المندثر والسلطة البائدة ..؟!
س6 : اذا كان عامة الشعب قدخرج ثائراً على الرئيس الفرعون مبارك من اجل التوريث ؛ فهل يجوز ان توضع مواد قانونية تجعل ابناء القضاة قضاة ؛ بغض النظر على تردى وتدنى ثمار اعمالهم ..؟! وقلة درجاتهم العلمية ..؟! واين طموح المواطن اذا كانت كل فئة من فئات الشعب تقصر المهنة على ابناء ذويها ..؟! فاذا كان ابن الضابط ضابط ..! وابن القاضى قاضى ..! وابن الدكتور دكتور ..! فاين طموح الاجيال الصاعدة ..! لوكان هناك عدل وطبقنا القانون الصحيح لجئنا بمن وضع مثل هذه النصوص وساويناهم بمن حاول افسادالسياسية ..! فهؤلاء يحاولون افساد الحياة الاجتماعية بقتل طموح المواطن ..؟! وهل لوكان الامر كذلك من قبل كان يجلس على منصه الحكم تسعون بالمائة من القضاة الحاليين ..! فلودامت لغيرهم بهذه الطريقة ما جلسوا يوما على منصه القضاء ..؟!
س7 : هل هذا القانون - بنسختيه - يحاول ان يقدمه - كما يقول البعض -من يحاول اللحاق بركب الحياة بعد الثورة ليكسب ويحصد المكاسب لتكون دعاية انتخابية فى الايام القادمة عندما تجرى انتخابات القضاة ونواديهم ..؟! اليس من بين السادة القضاة من كان شديد القرب من الحزب الوطنى المندثر .....!؟
س8 : ولماذ يتم توريث القضاء لابناء القضاة ..؟! وفى ذات الوقت تخفض اوتحذف عمليا نسبة المحامين الى العشر بدلاً من الربع ..! مع ان هذه النسبة يتم الاحتيال عليها والالتفاف حولها باختيار هم من خارج المحامين ثم تأمرهم الجهات المعنية بالذهاب للقيد فى النقابة على زعم من القول وتحايلاً عن نصوص القانون بأنهم من المحامين ..؟!
س9 : لماذا تغلظ عقوبة وتفصل لتنال من شخصية المحامى لتنزع حصانة المحامى المعطلة عمليا اصلاً من كثير من القضاة بحيث يكون النص المقترح بالمادة 18 من السوء الى هذا الحد .. بحيث اذا قرع المحامى اثناء المرافعة ؛ او حتى ظنت المحكمة انه يختلف معها او يرفض رأيها يحبس المحامى خمس سنوات ؛ فمثلاً لو اعتقدت المحكمة انه اشاح لها او ( خبطت ) يده عفوأ المنصه ؛ او حتى اختلف مع ( سعادة البيه حاجب المحكمة ) يوضع المحامى خلف القضبان خمس سنوات ..!ّ؟ لماذا كل هذا الحقد على المحامى الذى يتشدقون بالقول نظريا انه شريك للقاضى فى العدالة ..! حتى تخيل المرء منا نفسه بان القاضى يامر الحاجب او الامن بجلد او يعبط المحامى فى الجلسة ..؟!
س10 : لماذا ينص القانون الجديد على ان المحامى من اعوان القاضى ؛ شانه شأن الحاجب او كاتب الجلسة ؛ وفراش المنصه ؛ والساعى ؛ اليس لكل من المحامى او القاضى كلية داخل جامعة واحدة يتخرجا منها ..! وربما كان تقدير المحامى اكبر لكنه ليس له معرف للتعين او فقد شرط كون ابوه او خاله او عمه قاضياً ..؟!
س11 : لصالح من يصدر مثل هذا القانون فى خلسة من انشغال المحامين بانتخاباتهم ..؟! وابان ترنح الوطن بالاحداث الجسام ؛ وهل هذا من شأن واخلاق الفرسان الذى يجب ان يتحلى بها القاضى ..؟! ولصالح من تأمر اللجنة المشرفة من القضاة على انتخابات المحامين بوقف الانتخابات كعقوبة للمحامين الذين تجرأوا وانتقدوا قانون معيب به عوار شديد ..!
رحمك الله يا جدتى نجفة ( وغفر الله لقطك ) ونصلى من اجل الفأر ( الدايخ ) الذى تم افتراسه ..اما الجزارة الغافل فقد استيقظ بعدما سرق منه الكثير حتى جاء بحارس مخلص مستيقظ ..!؟
فهل نامت أعين الجبناء ..؟؟!
( التوقيع : صاحب محل الجزارة )
السبت أكتوبر 22, 2011 1:43 pm