منتدى المحامون المحترمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المحامون المحترمون

اكبر تجمع للمحامين وللكتب والموسوعات والبرامج والمعلومات القانونية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علمتني الصلاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كمبوتة

مؤسس المنتدىمؤسس المنتدى
كمبوتة


عدد الرسائل : 11984
نقاط التميز : 10
نقاط : 81704
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

علمتني الصلاة Empty
مُساهمةموضوع: علمتني الصلاة   علمتني الصلاة Icon_minitimeالأربعاء أبريل 22, 2009 11:06 pm

علمتني الصلاة

الشيخ \ منذر الحريري

الصلاة والحياة :

الصلاة عماد الدين ، والركن الثاني للإسلام ، والمقبولة عند الله ما كانت خالصة له وعلى سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - طاعة لله في إقامتها سورة الأنعام الآية 72 أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وطاعة لرسول الله في كيفية أدائها صحيح البخاري الأذان (631). صلوا كما رأيتموني أصلي .

وهي أول ما يحاسب عليها المسلم ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سنن أبو داود الصلاة (864) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1425) ، مسند أحمد بن حنبل (4/103) ، سنن الدارمي الصلاة (1355). إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة ، فإن قبلت عند الله وحافظ عليها صاحبها تحقيقا لقوله تبارك وتعالى : سورة المؤمنون الآية 9 وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ .

كان له من الله عهد ألا يعذبه . وهي الحد بين الإسلام والكفر ، فعن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي . بين الرجل والكفر ترك الصلاة .

(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 353)

وللصلاة تأثيرها على الحياة الدنيا للمسلم ، فهي بيان عملي لسلوك المسلمين وتصرفاتهم . ولها جوانب اجتماعية هامة في أمور حياتهم الدنيوية ، فالصلاة :

1 - تبدأ باسم الجلالة بالتكبير ، وتنتهي أيضا به ( السلام عليكم ورحمة الله ) ، أو بضمير يعود عليه ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة : سنن الترمذي الطهارة (3) ، سنن أبو داود الطهارة (61) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (275) ، مسند أحمد بن حنبل (1/123) ، سنن الدارمي الطهارة (687). تحريمها التكبير وتحليلها التسليم .

وكذلك الحياة الدنيا للمسلم تبدأ باسم الجلالة عندما يحمل المولود باتجاه القبلة عقب ولادته ويؤذن في أذنه اليمنى الله أكبر . . . ، وتنتهي به عندما يتشهد ، وهذا أحد أدلة حسن الختام كما أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سنن الترمذي الجنائز (977). أن من كان آخر قوله : لا إله إلا الله ، دخل الجنة .

وكما أن الصلاة المحصورة باسمي الجلالة هي صلة العبد بربه ، كذلك الحياة الدنيا للمسلم أو عمره المحصور بين اسمي الجلالة هو تحقيق عبوديته لربه تبارك وتعالى .

وإن الصلاة التي تشترط الطهارة ويمهد لها الغسل والوضوء الذي يبدأ بالتسمية ، فلا وضوء بدونها كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سنن أبو داود الطهارة (101) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (399). لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ، وكذلك حياة المسلم يجب أن تكون طاهرة ونظيفة بكل معاني النظافة سواء المادية أو المعنوية .

1 - وهذه الحياة النظيفة فيها كل السعادة الحقيقية التي في أمس الحاجة إليها عالمنا المتخبط اليوم الذي يفتقد ويتعطش لحياة الطهر والنظافة في جميع مراحل الحياة .

(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 354)

2 - تؤدى هذه الصلاة في أي مكان طاهر صحيح البخاري التيمم (335) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (521) ، سنن النسائي الغسل والتيمم (432) ، مسند أحمد بن حنبل (3/304) ، سنن الدارمي الصلاة (1389). . . وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ما عدا الحمام والمقبرة ، فعن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : سنن الترمذي الصلاة (317) ، سنن أبو داود الصلاة (492) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (745) ، سنن الدارمي الصلاة (1390). الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام .

كذلك لا تجوز في مرابض الإبل ، فعن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صحيح مسلم الحيض (360) ، مسند أحمد بن حنبل (5/98). أنتوضأ من لحم الغنم ؟ قال : إن شئت توضأ ، وإن شئت فلا تتوضأ ، قال : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، توضأ من لحوم الإبل ، قال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال : نعم ، قال : أصلي في مرابض الإبل ؟ قال : لا .

وهكذا فالدنيا معدة لطاعة الله وعبادته ، وهذا دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده المتداخل في الحياة لا ينفصم عنها ، فالحياة تقوم عليه ، وهو المهيمن عليها في جميع مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية ، من عظائم الأمور إلى أدقها .

3 - واتجاه المسلمين في جميع أنحاء الأرض نحو قبلتهم الكعبة يوضح لهم جميعا وحدة الهدف في حياتهم الدنيا ألا وهو رضا الله والجنة ، كما أن كيفية الصلاة التي بينها لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيانا عمليا على المنبر وأمرهم بقوله : صحيح البخاري الأذان (631). صلوا كما رأيتموني أصلي ، تبين وحدة الوسيلة للهدف المنشود .

وهكذا تظهر وحدة المسلمين الكاملة الشاملة العميقة في وحدة الغاية والوسيلة ، أو وحدة الإخلاص والصواب ، وهذا ما تعجز أنظمة البشر وعقائدهم أن تحققه عمليا في واقع الحياة ، فالاشتراكية والشيوعية والرأسمالية

(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 355)

اليوم لها تفسيرات لعقائدها تختلف من دولة لأخرى ، وكذلك النصرانية واليهودية في المذاهب المتعددة المختلفة في التصورات والطقوس والعبادات ، ولئن أصاب المسلمين اليوم ما أصاب الأديان السماوية من التفرق ، والاختلاف كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سنن الترمذي الإيمان (2640) ، سنن أبو داود السنة (4596) ، سنن ابن ماجه الفتن (3991) ، مسند أحمد بن حنبل (2/332). افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ما كنت عليه أنا وأصحابي ، وهكذا يتبين أن الفرقة الناجية ما كانت على الكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - وهي مدار البحث ، فهي المقصودة بالمسلمين ، وبموجب هذا الحديث لا تعتبر الفرقة المخالفة من الإسلام .

وتوحيد الغاية والوسيلة أو الإخلاص والصواب هو في كل جزئية من جزئيات الإسلام ، كما أن في أساس العقيدة في توحيد المرسل بالربوبية والعبودية والصفات وتوحيد المرسل بالاقتداء والاتباع ، قال تعالى : سورة الأنعام الآية 153 وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ .

الأذان : الأذان عبادة الله بين يدي كل صلاة مكتوبة فردية أو جماعية ، وهو شعار المسلم يبدأ باسم الجلالة وينتهي به ، وما أن يشرع داعي الله بالأذان حتى تتوقف أعمال وواجبات الدنيا والخلق ، حيث تبدأ واجبات الخلق وعبادتهم لخالقهم العظيم ، فأمور الدنيا لا قيمة لها بجانب أمور الدين : سورة هود الآية 15 مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ سورة هود الآية 16 أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

وما أن ينتهي المؤذن من كل جملة حتى يردد بعده المستمعون ، وهذا ما يبين تجاوب الأمة الإسلامية مع داعي الله قولا بالترديد وفعلا بالمبادرة إلى

(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 356)

طاعة الله ، وهي بيان عملي لتماسك الأمة وتضامنها حاكما ومحكوما في وحدة كاملة كما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : صحيح البخاري الأدب (6011) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2586) ، مسند أحمد بن حنبل (4/270). مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

وعندما ينتهي المؤذن تبدو صورة أخرى من وحدة الأمة عندما يصلي كل فرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدعو له كما علمنا عليه الصلاة والسلام بقوله صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3369) ، صحيح مسلم الصلاة (407) ، سنن النسائي السهو (1294) ، سنن أبو داود الصلاة (979) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (905) ، مسند أحمد بن حنبل (5/424) ، موطأ مالك النداء للصلاة (397). اللهم صل على محمد وعلى آله وذريته ، كما صليت على إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آله وذريته ، كما باركت على إبراهيم ، اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته .

إن المحافظة على هذا الهدي النبوي يكسب صاحبه شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهنا يتجلى إخلاص الأمة على اختلاف الأزمنة والأمكنة لقائدها الأعلى ، سواء في حياته أو بعد وفاته ، واستمرار الإخلاص والمتابعة والصلاة عليه والدعاء له إلى يوم القيامة ، وليس هذا إلا لمن أرسل هدى ورحمة للعالمين ، وهنا يبدو وجه آخر لتضامن الأمة الإسلامية المتمثل بالتفافها حول قائدها المفدى عليه الصلاة والسلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kambota.yoo7.com
 
علمتني الصلاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المحامون المحترمون :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامى :: بحوث اسلامية-
انتقل الى: